اعتذار غير مقبول
الوقاحة لا وطن لها، ولكن النكرات الذين ظهروا في شريط، مؤخرا، وهم بصدد إهانة أطفال مغاربة بألفاظ نابية في مراكش، مستغلين فقرهموحاجتهم إلى المال، وبراءتهم، يفترض إنزال أقصى العقوبات عليهم.. ولسوء الحظ سنضطر هذه المرة كذلك إلى استنكار تصرف محسوبعلى بعض الطائشين من الجزائر، وقد مللنا الحديث عن الطيش الجزائري دائما في إطار سلبي.
كانوا ثلاثة “تافهين” أو أكثر، في حالة غير طبيعية نتيجة الاستهلاك المفرط للغباء..اجتمعوا كلهم داخل فضاء مقهى دون احترام لتدابيرالحجر الصحي، وشرعوا في سب المغاربة والمغربيات، قبل أن تصل بهم الدناءة إلى حد استعمال سلطة “التغرير بالمال” في حق أطفال فيعمر الملائكة، إذ شرعوا في صب حقدهم على ثلاثة منهم، بمن فيهم فتاة صغيرة، مكسورة الجناح، متهمين إياهم بأنهم أطفال غير شرعيين،وأبناء ساقطات.
كانوا في حالة غير طبيعية شكلا ومضمونا، وشرعوا في التناوب على الإساءة إلى الوطن الذي يحتضنهم، في هذا الظرف العصيب الذييجتازه العالم، دون أدنى اكتراث بالقوانين التي تحمي المرأة والطفل…ولأن الجهل بمثابة الجائحة فقد كانوا يدوسون على فصول القانونالجنائي بتصريحاتهم وحركاتهم المسيئة، وأخطر من ذلك كان أحدهم يضع يده، بأفكاره المتسخة، على فتاة في بداية عمرها، ويشهر نقصهوعقده في وجهها، عبر إبراز حزمة نقود.
ولأن “الجاهل” يخاف ولا يستحي فقد تسلحوا بما يكفي من “انعدام المروءة” ليظهر بعضهم وجوههم من جديد في شريط بدعوى أنهميقدمون اعتذارا للمغاربة..عفوا، عذركم أكبر من الزلة، والقانون لا يحمي المغفلين، فما بالك بمن تعمد الإساءة إلى أطفال في وضعية هشاشة.
وكأن شيئا لم يكن، تناوب من يقدمون أنفسهم كفنانين جزائريين، ليقولوا إن الحادث المسجل عبر “الفيديو” لم يفهم بشكل صحيح..والحقيقةأن الكلمات الوقحة كانت واضحة، ولا مجال للحديث عن سوء الفهم. وقمة التناقض هي أن يقول أحدهم: “احنا عندنا تربية”؛ ولكي يظهروابمظهر المحسنين قال أحدهم، و”أوقحهم” في الشريط الأول: “نحن نقوم كل نهاية أسبوع بزيارات إلى دور اليتامى ونقوم بمساعدتهم..ومنالمفروض ألا نقول ذلك. وندعو الجميع إلى زيارة اليتامى المغاربة لأنهم بحاجة إلينا”.
على من تضحكون؟ إن ما يحتاجه أولائك الأطفال هو رد اعتبار، وأكبر هدية يمكن أن تقدم لهم هي ألا يجدوا أمثالكم في طريقهم، لأنكم قدوةسيئة، وقد كانت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية على صواب عندما أعطت تعليماتها للشرطة القضائية بولاية أمن مراكش، مساء يوم الإثنينالماضي، لوضعكم تحت تدبير الحراسة النظرية…بتهمة “الإهانة ونشر صور قاصرين دون موافقة الوالدين”. والأمل معقود على العدالةلتعاقب المتورطين في هذه القضية، بما يتناسب مع بشاعة فعلتهم، لأن الوطن ليس “زريبة بهائم”.
ليست هناك تعليقات