إسبانيا تُشْهِر ورقة “مِنَح أوروبا” للضغط على المغرب
اشتد خناق الحرج على إسبانيا بعدما افتضح أمر استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من كورونا، وهو ما قد يعمق من “حجم التوتر” الذي ربطه الكثيرون بالتأجيل المتواصل للقمة رفيعة المستوى التي كان يفترض أن تجمعهما في دجنبر المنصرم.
و”تورطت” الجزائر ومعها إسبانيا في استقبال غالي، الذي وصفه ضحايا التعذيب من الموريتانيين والصحراويين المغاربة على حد سواء، (وصفوه) بـ”الجلاد” الذي “عذبهم وأهاليهم لعقود مترادفة”.
وارتأت إسبانيا أن تجر إليها حبل توتر علاقاتها مع المغرب، والذي ظل مشدودا طيلة هذه الفترة التي سبقت استقبالها لزعيم البوليساريو، إذ قامت الجارة الشمالية بحركة دبلوماسية بعد يوم فقط من وصول غالي المريض إلى أراضيها، تحاول من خلالها التأثير على المغرب وردود فعله المستقبلية، وذلك بإشهار ورقة الهجرة غير النظامية والتمويل المخصص للمغرب من الاتحاد الأوربي.
وطالبت وزيرة الشؤون الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، الخميس 22 أبريل الجري، من الاتحاد الأوربي “أموالا كافية لدعم جهود المغرب في مجال السيطرة على الهجرة وأن يمول الاتحاد ويدعم البلدان في خط الوصول الأول”.، حسب ما أوردته منابر إعلامية إسبانية.
وشددت غونزاليس لايا، تضيف المصادر نفسها، خلال مثولها أمام اللجنة الخارجية بالكونغرس، على “أهمية ونطاق العلاقة مع المغرب وضرورة مشاركة الاتحاد الأوروبي بشكل أكبر في قضية المهاجرين”.
وحسب الصحيفة نفسها فإسبانيا تعتبر أنه “من الضروري للمغرب والدول الأخرى التي تعمل على مراقبة الهجرة أن يكون لديها تمويل مالي كاف من خلال الأموال الأوروبية، إضافة إلى أنه يجب على الاتحاد الأوروبي دعم جهود دول مثل إسبانيا التي تقف على خط الوصول الأول والتي لها دور بارز في مراقبة الحدود الأوروبية”. تضيف وزيرة الخارجية الإسبانية.
وأوضحت المتحدثة نفسها، أنه “يجب النظر إلى تحديات الهجرة والديموغرافية بأضواء طويلة ويفترض ضرورة التعاون مع بلدان منشأ وعبور ووجهة تدفقات الهجرة لمحاربة الهجرة غير النظامية والمافيات التي تستفيد منها”.
موردة “لهذا السبب بذلت إسبانيا جهدًا لتحقيق إجماع في الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالنموذج الإسباني للتعاون مع شركاء الهجرة ولضمان أن تشكل الرؤية الإسبانية الشاملة والبناءة أساسًا لتصميم استجابة المجتمع”.
وخلصت المتحدثة إلى أن “الأمر لا يتعلق فقط بدعم مشاريع التعاون والتنمية، ولكن أيضًا إعطاء الأولوية في الاهتمام لتحسين قدرات هذه البلدان فيما يتعلق باستقبال وحماية المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، ومواجهة تحديات الكفاح ضدهم، الهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر، وتعزيز قدراتها التشغيلية”.
جدير بالذكر أن مجلة “جون أفريك” قد نشرت خبر نقل زعيم جبهة البوليساريو على وجه السرعة، الأربعاء 21 أبريل الجاري، إلى أحد مستشفيات “لوغرونيو” الواقعة على مشارف مدينة سرقسطة الإسبانية، في حالة صحية حرجة، بعدما رفضت ألمانيا استقباله.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، قد أكدت، الجمعة 23 أبريل الجري، على أن “العلاقة مع الرباط لن تتأثر بحقيقة استقبال زعيم البوليساريو في مستشفى إسباني، مشيرة إلى أن “وجود غالي في إسبانيا هو لأسباب إنسانية بحتة، لتلقي العلاج الطبي، ولأنها التفاتة إنسانية وطبية”، مبدية تحفظها لأقصى درجات الحذر فيما يتعلق بالتفاصيل”.
ليست هناك تعليقات